الحديث الثالث: مخدوش فيه من حيث السند، ولا يمكن الوثوق به; وهو مرسل كالحديث المتقدّم. والإشكال الآخر أنّه يدلُّ على وجود زيادات في القرآن الفعلي، وأنّ بعضه ليس بكلام الله، مع أنّ إجماع المسلمين قام على عدم وجود زيادات فيه أبداً، وقد انحصر الخلاف في النقص، أمّا زيادة كلمات فلم يقل به أحد. وبهذا يسقط الحديث عن الاعتبار، ولو صحَّ سنده ينبغي تأويل محتواه، بأن يقال بكون المراد من الزيادة والنقصان هو الزيادة والنقصان في المعنى دون الألفاظ. * * * الحديث الرابع: الحديث من حيث السند مخدوش بمحمد بن سليمان، وهو محمد بن سليمان الديلمي على ما يبدو، لم يوثَّق، مضافاً إلى بعده مرسل. ومن حيث الدلالة لايدلُّ على الزيادة; لأنّ الراوي يقول: نسمع آيات لم نسمعها منكم، وهذا في الاختلاف في القراءات التي كانت موجودة، بدليل قوله: «ليس هي عندنا كما نسمعها» وهو تعبير يكشف عن كون الآية موجودة لكنّها تُقرأ بنحو آخر، لا أنّها غير موجود بالكلّية. من جانب آخر، فإنّ الإمام يأمر السائل بقراءة القرآن كما تعلّم، ويشير إلى المهدي صاحب الزمان (عليه السلام)، وأنّه سيأتي ويعلِّم الناس