ومن الأدلّة الواضحة على عدم التصريح باسم الإمام علي (عليه السلام) في القرآن هو حديث الغدير، فلو كان القرآن قد صرَّح باسمه ما كان هناك داع لإيجاد واقعة الغدير، وما كان على الرسول (صلى الله عليه وآله) أن يهتمَّ بهذه الخطبة بالدرجة التي أثرناها في كتب التاريخ ومصادر الحديث، وما كان عليه الاحتجاج بقوله: «أنا أولى بكم من أنفسكم» وما كانت هناك حاجة للاحتجاج بآيات كلّية من قبيل قوله تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ)[222] أو قوله تعالى: (بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ)[223] أو قوله تعالى: (أَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ)[224] وما شابه ذلك من آيات. القسم الثالث: قسم من الروايات دلّت على أنّ في القرآن قد حصل تحريف من حيث الزيادة أو النقصان، أو من حيث تبديل بعض الكلمات، نقرأ بعضها: 1 ـ ما رواه علي بن إبراهيم القمي بإسناده عن حريز عن أبي عبدالله (عليه السلام): «صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين»[225]. وبمقارنة ما ورد في سورة الفاتحة مع هذه الرواية تتّضح التغييرات أو التحريفات المدّعاة هنا، والمعروف أنّ هذه قراءة عمر بن الخطاب، فلعلّ الرواية فيها سقط.