مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ...)[217] وردت في مصادر الحديث عند أهل السنّة بالنحو التالي: «إنّ الذين ينادونك من وراء الحجرات بنو تميم أكثرهم لا يعقلون»[218]. وبنو تميم هنا بيان للمورد والمصداق، ممّا قد يؤدّي بالبعض أن يظنَّ أنّ بني تميم هنا جزء من الآية، وحذفت لأغراض خاصّة. على العموم مبنى القرآن في عدم التصريح بأسماء الأشخاص، والاكتفاء بالبيان العام، كما هو الحال في الآية الشريفة: (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْر وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ...)[219] بينما أُضيف لها في بعض الروايات عبارات من قبيل: «وأنتم الضعفاء» أو «وأنتم قليل»[220] وهي في الحقيقة بيان لمفردة (أذلّة) ولا تدلّ على التحريف أبداً. سؤال أبي بصير تقدَّمت الإشارة فيما مضى إلى أنّ أغلب وأعظم علماء الإمامية قالوا بعدم تحريف القرآن، وأنّه لم يُحذف منه أيّ شيء، إلاّ ما ورد عن النادر من الأخباريّين الذي توهّم بحصول نقص في الآيات لا بزيادتها، بدعوى أنّ ثمة آيات صرّحت بإمامة علي (عليه السلام) وأهل بيته (عليهم السلام)، وأنّ اسمه وأسماء الأئمة من ولده قد حُذفت منه! ولأجل إيضاح المطلب نتعرّض إلى ما ورد عن أبي بصير من سؤاله الإمام الصادق (عليه السلام): يقول أبو بصير: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله تعالى: (أَطِيعُواْ