هناك عنوانان ينبغي التمييز بينهما، أحدهما: القرآن، والثاني ما يكون من الله تعالى، والقرآن نفسه الذي نتداوله، وأمّا ما يكون من الله تعالى أو من السماء فأعمّ من ذلك، فإنّه ليس كلّ ما يكون من الله يكون قرآناً، بل أعمّ من القرآن، فقد يكون بياناً وتفسيراً أو حديثاً قدسياً أو ما شابه[207]، فاذا جاء في الرواية: «لو قرئ القرآن كما أُنزل» كان المراد قراءة القرآن بالنحو الذي أُنزل، أي بتفسيره وتأويله، وبعبارة أُخرى: قراءة القرآن مع تفسيره وتأويله، بحيث يقرأ تفسيره وتأويله كذلك. وهكذا حال الروايات التي ورد فيها: «هكذا نزلت» أي: أنّ تفسيرها عندما نزلت هكذا كان، ولايراد أنّ الإضافات المذكورة جزءٌ من القرآن، وآيات من آياته. * * * الرواية الثالثة: يتّضح من الرواية الثانية الجواب على الرواية الثالثة كذلك، فإنّه ليس المراد كون (في علي) ورد ضمن الآية التي نزلت على الرسول بواسطة جبرائيل، بل المراد أنّ (في علي) مصداق وتأويل لما نزّلنا، فإنّ جبرائيل كما أنزل القرآن أنزل التأويل وأوحاه