الرسول (صلى الله عليه وآله). لكن في الحقيقة أنّ الجمع في عهد عثمان لم يكن عبارة عن الجمع المتعارف، بل عبارة عن توحيد القراءات، فإنّ القراءات آنذاك تعدّدت واختلفت، ممّا كانت تثير توترات ومشاجرات بين المسلمين، فوحَّد القراءات للحيلولة دون حصول هذه المردودات السلبية. ومن جانب آخر فإنّ أيّ شخص ما كان يتجرّأ على القيام بالتحريف مع وجود شخصية مثل الإمام علي (عليه السلام) والصحابة المستعدّين للتضحية بكلّ شيء في سبيل هذا الكتاب، بل المسلمون عموماً ما كانوا يسمحون لهكذا عمل، خاصّةً وأنّهم كانوا قريبين من عهد رسول الله، ولازالت الحميّة الدينية لديهم قويّة، وحساسيتهم تجاه هذه القضية شديدة جداً، فمحاولة التحريف كانت مسبقاً معلومة الفشل. الدليل الثامن: روايات العرض على القرآن حدّد مذهب أهل البيت (عليهم السلام) قواعد لتمييز الصحيح من السقيم من الروايات، وأولها عرض الرواية على القرآن، فما كان موافقاً للقرآن أُخذ به، وإلاّ فهو زخرف[152]، أو فاضربوه عرض الجدار[153]، وغير ذلك من التعابير. وقد جمع صاحب (الوسائل) في الباب التاسع من كتاب القضاء[154]