احتمال العمد في التحريف لا دليل على وجود العمد في عملية تحريف القرآن، بل لا توجد مبرّرات لهذا العمل، وذلك للأسباب التالية: أولاً: الأغراض السياسية والشؤون الاجتماعية لذلك الحين تختلف عنها اليوم، وهي لم تكن آنذاك بنحو تستدعي ممارسة التحريف لبلوغ المآرب السياسية المتوخّاة. ثانياً: على فرض وجود الأغراض السياسية فلا يمكن لأحد أن يتجرّأ على القرآن ويحرّفه آنذاك مع وجود عدد هائل من الحفّاظ والصحابة الملتزمين بهذا الكتاب التزاماً لا يزعزعه شيء، بل أساس خلافة الخلفاء الراشدين اعتمدت مباني دينية من قبيل الدفاع عن الدين والإسلام وكتابه، فكيف يمكنهم ممارسة عملية التحريف التي تهزُّ بنيان شرعية حكومتهم؟ احتمال التحريف لأغراض سياسية ثم إنّ من المسلَّم به أنّ فاطمة (عليها السلام) بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله) دخلت مسجد الرسول واحتجّت على ما حصل في السقيفة، وهكذا بعض الصحابة المحتجّين، لكن لم نجد أنّ أحداً ذكر حذف آيات في القرآن في احتجاجاته. كما أنّ علياً (عليه السلام) اعترض مراراً على ما نتج عن السقيفة، ولم ترد في أيّ من اعتراضاته إشارة إلى حذف آيات من القرآن تدلّ على