(كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ...)[146]. (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْب مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَة مِّن مِّثْلِهِ...)[147]. (...فَأْتُواْ بِسُورَة مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم...)[148]. (...قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَر مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَات...)[149]. وحديث الرسول (صلى الله عليه وآله): «إنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي...»[150]. هذه جميعها تدلّ بظاهرها على أنّ القرآن كان مجموعاً في ذلك العهد، فأُطلق عليه كتاب، وإلاّ لا يكون معنىً للتعبير بالكتاب أو كتاب الله. فاسم «الكتاب» لا يطلق على مثل سورة التوحيد أو البقرة أو آل عمران، أو على بعض الآيات من سورة واحدة، بل على القرآن كلّه. وكذلك وصية الرسول (صلى الله عليه وآله) أُمته بالتمسّك بالكتاب، فلابدّ وأنّه يشير إلى كتاب محدّد مستقلٍّ وكامل لا نقص فيه، وإلاّ لما صحّ التعبير بالكتاب، ولا يعقل أن يطلق هذا التعبير على مجموعة من الفقرات المتناثرة في ذاكرات المسلمين آنذاك.