الدليل السادس: القرائن الخارجية إنّ زمن حصول التحريف الذي يدَّعيه البعض لا يخرج عن عهدين: أحدهما: زمن الخلفاء الراشدين. ثانيهما: زمن بني أُمية. كما أنّ هناك ثلاثة احتمالات للتحريف: الأول: أن لا يكون التحريف متعمّداً، وأنّ إسقاط بعض الآيات نشأ عن عدم الحصول عليها; لأنّها كانت مبعثرة في أيدي الناس. الثاني: أن يكون التحريف متعمّداً، وتكون الآيات المسقطة ليست ذات طابع سياسي، أي ترتبط بالإمامة والولاية، وأنّه كانت هناك دواع غير سياسية إلى إسقاطها. الثالث: أن يكون التحريف بدافع سياسي، وقد أُسقطت بعض الآيات لأغراض سياسية مادّية كان البعض يتطلّع إليها. ردّ الاحتمالات وهذه الاحتمالات مردودة من وجهة نظرنا، ولكلٍّ منها ردٌّ خاص. احتمال عدم العمد في التحريف يردُّ هذا الاحتمال بأنّ القرآن قد جمع في عهد الرسول (صلى الله عليه وآله)، وكان اهتمام المسلمين به وبتعليمه بدرجة كبيرة، بحيث كان البعض يجعل تعليم سورة منه صداقاً لزوجته، كما وردت روايات كثيرة عن ممارسة