16ـ العمل الإسلامي في أوقات الفراغ وكثيراً ما نجد العاملين يخصصون أوقات فراغهم للعمل الإسلامي، أما وقتهم الرئيسي فمتروك لشؤونهم الشخصية أو حتى للعمل مع الهياكل التقليدية المرفوضة، وحينئذ تعود الحركة الإسلامية حركة هامشية - كما يعبّر كليم صديقي([80]) - في حين أن الأمر يتطلب أن يكون رفد الصحوة هاجسنا الأكبر. ملاحظات تعقيبية الأولى: ما ذكرناه من ظواهر قد يكون بعضها داخلاً في عموم الآخر، كما قد يكون بعضها معلولاً للآخر ولكننا نعتقد أنها جميعاً تستحق إفرادها بعنوان مستقل لأهميتها. الثانية: نستطيع أن نعبر عن هذه الأعراض بأنها تحديات داخلية تؤدي إلى نفس ما تؤدي إليه التحديات الخارجية، أو فلنعبر بأن التحديات الخارجية تمتد في الفراغ الذي تحدثه هذه التحديات، وربما كان بعضها معلولاً للتحديات الخارجية نفسها، فقد عمل الغرب لعشرات العقود وخصوصاً في القرنين 19 و20 على تكريس حالتي التخلف والتمزق بشتى أنواعه ومنها الطائفي، في الأُمة. الثالثة: وتستحق عملية المعالجة وبالتالي ترشيد الصحوة أن يفرد لها بحث خاص إلا أن عناصرها تبدو واضحة عند استعراض هذه الأعراض ونشير فيما يلي إلى بعض ما يجب عمله على ضوء ما سبق: 1ـ ضرورة السعي لتشجيع عملية التطبيق الكامل والمترابط للشريعة. 2ـ لزوم التعمق في فهم الشريعة ومقاصدها، والابتعاد عن السطحية. 3ـ ضرورة تحكيم دور العلماء والمجامع العلمية، وتفعيل عملية الاجتهاد الحر. 4ـ مراقبة التيارات الوافدة، والتحذير من الانبهار بها. 5ـ بيان الوجه الرحيم للإسلام ونبذ الإرهاب، ولكن لا يعني هذا الانظلام، والسكوت على عمليات الكفر الإرهابية.