ومميزاتها. ولا نريد أن نعطي أمثلة لهذه الحالة لما يستتبع ذلك من حساسيات ونكتفي بالإشارة العامة. 14ـ فقدان التخطيط الاستراتيجي المستقبلي وهي حالة تعيشها الأُمة ويعيشها العالم الثالث فلا يوجد تنظير للمستقبل، ولا توجد أقسام لدراسة المستقبليات، ولا رؤى تحدد ما سوف يواجه الأُمة حتى في المستقبل المنظور. وواضح أن الذي يمشي دون تخطيط مكباً على وجهه مرشح للعثرات القاتلة، وحاطب الليل قد يقطع يده هو. إن الدراسات المستقبلية عادت تشكل أقساماً جامعية مهمة في الغرب وتمهد الجو للنظريات الاستراتيجية. ونحن نعتقد أن زوبعة (الآيات الشيطانية) ذات المظهر الأدبي، ونظريات (صراع الحضارت) و(نهاية التاريخ) ذات المظهر التاريخي، وفكرة (الحروب الاستباقية) الواردة في السياق العسكري، وبعض إرهاصات (العولمة) وحتى بعض المصطلحات من قبيل فكرة (القرية الصغيرة) و(الحدود المفتوحة)([79]) المطروحة في المجال الاقتصادي شكلت في مراحل ما بالونات اختبار قبل أن تتخذ سبيلها إلى واقع العلاقات الدولية. فأين الصحوة الإسلامية من هذه المعادلات؟ 15ـ ظاهرة التمزق وتراشق الاتهامات وهي ظاهرة يمكن قبولها في مجال الاتجاهات المادية، ولكن الاتجاه الإسلامي لا يتحمل مطلقاً هذه الأعراض، فالهدف واحد وروح التسامح وقبول الاجتهاد الآخر والتعامل مع الآخرين بروح الأخوة وفي إطار الوحدة لا تنسجم مطلقاً مع عمل أحدنا على إجهاض مشاريع الآخر إلا أننا مع الأسف نلحظ وقع هذه الحالة إلى الحد الذي يهدد وجود الصحوة وهويتها وهي الداهية الدهياء.