يطلب الإمام من خلال تهانيه أن تدرك الجماهير أبعادها، وقد كانت انطلاقة الثورة الإسلامية الكبرى من يوم عيد الفطر المبارك، فلنلاحظ كيف يبارك الإمام الخميني مناسبة عيد الأضحى المبارك لكل المستضعفين قائلاً: (أُبارك هذا العيد الإسلامي الكبير لكل أولئك المستضعفين في العالم والذين ثاروا بوجه المستكبرين وأولياء الطاغوت).([62]) العامل السابع: نجاح الحركات الإسلامية والثورة الإسلامية الكبرى في إيران نفسها فعلى الرغم من أن هذا العامل معلول للصحوة المباركة إلاّ أنه بدوره يشكل أكبر العوامل لتوسعتها ونموها في كل العالم الإسلامي. العامل الثامن: الدور الرائع الذي لعبته الحركات الإسلامية في نشر التوعية والحماس الثوري بين أبناء الأُمة. وقد اختلف تأثير هذه الحركات على هذه المنطقة أو تلك، كما اختلف مستوى الوعي والحماس لدى هذه الحركة عن تلك، إلا أنها - جميعاً - قد أججت الشوق الجماهيري نحو تطبيق الإسلام، وأوجدت شعوراً ذا مساحة معتد بها، بلزوم مقاومة مظاهر الطاغوت، والعودة للإسلام. وكثيراً ما رأينا الإمام يذكّر بدور المرحوم الأفغاني والمدرسي والنوري وحركة فدائيي الإسلام وغيرها. وإني لأعلم أن الكثير من أبناء هذه الأُمة قد اهتدى بفعل تأثير هذا العامل، كما أعلم أن الكثير من المحاولات الاستعمارية والعميلة قد جرت لجرّ بعضها إلى سبيل الاحتواء، أو الانضواء تحت الرايات الخادعة، أو الاعتماد على نظم لا تمت إلى الإسلام بصلة، وطبيعي أن هذه المحاولات لابد وأن ينكشف زيفها في أجواء الوعي السائد، وهكذا كان الأمر، وراحت حركة التوعية تقطع أشواطها