(إن كل الحركات الإسلامية منذ صدر الإسلام إنّما استمدت انطلاقتها من المسجد، لقد كان المسجد محلاً لتعبئة القوى ضد الكفر والشرك، وأنتم باعتباركم من رواد المساجد يجب أن تحوّلوا المساجد إلى قواعد للإسلام وللحركة الإسلامية ليتم قطع أيادي الشرك والكفر وتأييد المستضعفين في قبال المستكبرين). اما الحج فحدث عنه ولا حرج، ففي تصورات الإمام الخميني عن الحركة الإسلامية يحتل الحج الدور الأكبر، وكان يحرص (رحمه الله) على أن يحقق الحج دوره العظيم في صياغة المجتمع الإسلامي المؤمن العابد الموحد والمكافح ضد الطغيان. ولقد كان يضمّن أروع توجيهاته في رسائله المطولة التي كان يوجهها إلى الحجاج كل عام، وإننا لنعتقد أن هذا الجانب يحتاج إلى دراسة معمقة فاحصة لكي نصل إلى الأبعاد الكبرى التي كان الإمام يرمي إليها في هذا العمل الإسلامي الكبير. ولم تكن هذه النظرة وليدة نجاح الثورة الإسلامية، بل كان يبشّر بها قبل ذلك بسنين، فهو يؤكد في كتابه (ولاية الفقيه) على ذلك قائلاً: (يجب استثمار هذه الاجتماعات لأهداف الإعلام والتعليمات الدينية وتوسعة مدار النهضة العقدية والسياسية الإسلامية).([61]) ولسنا نريد التوسع في هذا المجال، وتكفي نظرة سريعة على رسائله إلى الحجاج لنكتشف الأهمية البالغة التي أولاها الإمام لذلك. ومن المناسبات الإسلامية الأعياد الكبرى باعتبارها يوم العودة إلى الله، وهنا