ترى ما الذي تريده أية حكومة من أية مجموعة من المواطنين في بلادها، لا تشاركها الرأي، ولا تقتنع باسلوبها في الحكم؟ لو ذهبنا نسأل لأتانا الجواب أن الحاكم يريد أن يطمئن أولاً إلى أنه غير مستهدف بشخصه أو نظامه من قبل تلك المجموعة [فلا يُسأل ولا يُنتقد، كيفما حكم، ومهما فعل] ، ويريد بعد ذلك أن يلتفت إلى تنفيذ برنامجه دون معوقات غير مشروعة(!) وهكذا تتخلص المسألة في استمرار الحاكم في السلطة وتطبيق البرامج لا غير...، [وليست هناك أية أهداف استعمارية والحمد لله!!] . أما الذي تريده الحركة الإسلامية ودعاتها فهو ـ على ما يردده رجالها وقادتها ـ أن تبلّغ دعوتها للناس بحرية ليكون أمامهم الخيار مفتوحاً بكل حرية، فإما أن يقبلوا دعوة الإسلام أو يرفضوها، وأن يكون دعاة الإسلام أحراراً في مخاطبة الناس ليبينوا لهم خير الإسلام ومزاياه، دون أن يخافوا عسفاً واضطهاداً من جانب السلطة، بل يجدوا الأمن والطمأنينة على أنفسهم وأسرهم وهم يقومون بمهمتهم هذه، فالهدف هو حرية الدعوة لا غير [ اما العمل على تطبيق الإسلام ونفي الظلم فهو غير منظور] . ومعنى هذا أن المطالب الأساس لكل من الطرفين هي الأمن وحرية العمل، كل في مجاله، وليست هذه المطالب بالتي يصعب الاتفاق عليها، أو تنفيذها، إذا ما توفر حسن النية لدى الجانبين، وتوفره ليس بالمطلب العسير، أما على صعيد الدول فقد كانت الدول والأقوام تتخاصم وتتحارب، وتستمر الحرب بينها سنين طويلة، ثم تصطلح فتحسن علاقاتها، وتحل الصداقة محل العدواة القديمة، ويكفي أن تنظر إلى وضع ألمانيا مع فرنسا وبريطانيا اليوم. وأما على صعيد الأفراد فالمسألة تنطبق بشكل أوضح، والمثل يقول: لا تأتي الصداقة إلا بعد عداوة، والمقصود ان الصداقة الحميمة هي التي تأتي بعد العداوة، [والمطلوب هو الصداقة الحميمة مثلاً بين ببرك كارمل والمجاهدين، وشاه ايران والثورة الإسلامية] .