حتى رأينا التنظير (الإسلامي) الكاذب يبث هذه الفكرة بين العقول، ويطلب من كل المرتزقين أن يتبعوا هذا الخط، وهكذا طلعت علينا مجلة (المجلة) وفيها ما يناسب كل ذوق من (الفنانين والراقصين إلى العلماء والمحققين) في عددها 229 والمؤرخ 30/ حزيران ـ 6تموز/ 1984 الموافق 1 ـ 7/ شوال/ 1404 هـ (أي قبيل انعقاد المؤتمر تماماً) طلعت لترسم لنا الخط المذكور تماماً، وإن من طالع ما كتبه المنظر الديني لمجلة (المجلة) يدرك أبعاد التآمر ـ الآنف الذكر ـ إذ كتب تحت عنوان: حسن النية في علاقة الحكام ودعاة الإسلام: لابد من كسر تلك السلسلة النكدة من الفعل ورد الفعل في العلاقة بين الحركة الإسلامية ودعاة الإسلام من جهة، والسلطات الحاكمة من جهة أخرى، فهي ـ كما أسلفنا القول ـ سلسلة لا تجرّ إلا إلى الأحقاد والعداء، بل تزيدها وتواصلها، وهذا أمر يعود بالضرر على الطرفين في هذه العلاقة، ويعود بالضرر الكبير على الأُمة كلها، ولا يفيد إلا أعداء الأُمة. (أما التسليم والحل الوسط فهو في صالح الأُمة وليبق الوضع على ما هو عليه)([4]). ولكن كيف يتم الخروج من هذه السلسلة، وحلقاتها المتتابعة المشؤومة، وقد أوجدت ما أوجدته من مشاعر تبدأ بعدم الثقة ولا تنتهي عند التوجس والخوف الذي يساور كلاً من الطرفين؟ [وإنّما تسير إلى حد الثورة ضد الظالمين] . إذا عرف كل من الجانبين ما يريده الجانب الآخر، واعتبره حقاً مشروعاً له، واستطاع أن يقنع نفسه بأنه يستطيع التعايش مع هذا الحق، أمكن أن ننتقل إلى الخطوة التالية، وهي بذل محاولة لإحلال حسن النية، في نفس كل من الطرفين تجاه الطرف الآخر، محل التوجس والخوف وعدم الثقة، بل ومحل التفكير بالإساءة والأذى، ثم تنفيذ ذلك، أي لابد من نقض ما يحدث في البلاد العربية منذ أكثر من ثلاثين عاماً.