إلى حد السذاجة. فكان الأسلوب هو محاربة الثورة الإسلامية من خلال الأساليب الدينية نفسها، تماماً كأسلوب الإسرائيليات الذي حاول أن يضرب الإسلام بأساليبه وبطرقه هو. وتنوعت تطبيقات هذا الأسلوب: فمنها: عقد المؤتمرات والندوات الإسلامية من جهة، وتقليل الشكل الظاهري للانحراف من جهة أخرى، مع التركيز على التضليل الخفي. ومنها: طرح الأفكار الاستسلامية، وأنصاف الحلول، والاستشهاد بالنصوص الإسلامية، مع فصلها عن واقعها وشروطها الصحيحة. ومنها: اتهام أولئك الذين لا يستسلمون بالتطرف، والهمجية والتقليدية، والرجعية، والخروج على طريقة السلف، وعصيان أولي الأمر، وشق عصا المسلمين، متناسين أن بعض الحكام اليوم يمثلون معاول تحطم الوحدة الحقيقية، وعقبات كبرى في سبيلها. وكانت أهم الأفكار مكراً الفكرة التي دعت إلى مد الجسور بين الحكام والشباب المسلم الناهض على حساب الإسلام نفسه ومع التنازل عن مقتضياته، بل وربما طلبت من العملاء أن يكونوا هم الجسور بين هاتين الشريحتين المتنازعتين اليوم، فلا يخيفوا أي طرف من الآخر، ويهدئوا من ثورة هذا وعنف الآخر، لكي تمر الأزمة بسلام! ولكن ماذا يعني ذلك غير ترسيخ أقدام الحاكمين بعد أن تزلزلت الأرض تحتهم، وغير تكريس عمالتهم للأجنبي، وغير إجهاض هذه الصحوة واحتوائها بالأساليب التي تنصبغ بالصبغة الدينية؟ وماذا تعني غير إرجاع العجلة إلى الوراء بعد أن توافر الجو المناسب لكي تتقدم إلى غدها الإسلامي المشرق، غد الحكم الإسلامي في كل الأرض الإسلامية، غد تطبيق الإسلام في كل شون الحياة، وغد مقارعة الطواغيت الكبار، وتحقيق حلم الأنبياء؟ وعلى أية حال؛ فما أن أعلن عن عقد مؤتمر الصحوة الإسلامية في الجزائر،