وامتصاص شوقها، وزاد في تصوره هذا انجذاب بعض الأفراد والفئات إلى اللعبة. أما الحقيقة فبقيت كما هي ناصعة بعد أن شهدت الجماهير المسلمة هذا الهوان والتراجع المتزايد أمام العدو، وهذا البيع المتزايد للثروة وتقوية العدو، وهذا الترف والسرف والفجور الذي يمزق الحجب والأقنعة، وهذا التآمر السافر على الأمل الإسلامي الجديد، وهذه الفوارق الطبقية الهائلة، بل وهذه المذابح هنا والمراقص هناك، وهذه المجاعة هنا والتخمة هناك، (وما جاع فقير إلا بما متع به غني) كما يقول أمير المؤمنين علي (ع). وكلمة أخيرة نقولها لهؤلاء الذين يقفون في وجه الصحوة: إن الله تعالى أذن لعصر العودة أن يبدأ، ولمسيرة الإسلام الحاكم أن تنطلق، ولن تستطيع كل أنماط التآمر والخذلان، والتهم والاحتواء، أن توقف الزحف الإسلامي المقدس. كما أقولها لجماهيرنا الإسلامية الواعية: إن علينا أن نطمئن دائماً إلى نصر الله وعونه ـ تعالى ـ ، فإذا ما حققنا في أنفسنا قابلية الفيض الإلهي، فإنه تعالى فياض لا ينقص فيضه ولا يبخل به، ولتعلموا أن العقبات والضربات أمر طبيعي في المسيرة، بل هي مصدر قوة، إذا وعينا كيف نتلافاها، أما الألم والقرح فهو أمر يصيبنا كما يصيب العدو في حين نتفوق عليه بالأمل العظيم بالله تعالى، وهو أعظم دافع للنصر والفوز: (إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون).