الصدر الأول، فإنها تستطيع أن تؤثر أثرها اليوم، أما والوعي الثوري الأصيل ينتشر، والجماهير حاضرة في الساحة الإسلامية العامة، والمفكرون الواعون يتصدون لنشر الحقيقة، فإن كيد الشيطان الأكبر، والشياطين الصغار، يرد إلى نحورهم بلا ريب، بفضل الله تعالى وعنايته. رابعاً: الصحوة الإسلامية والاحتواء وعملية الاحتواء ثم التحريف هي من أخطر العمليات التي واجهها الإسلام خلال تاريخه الطويل، وهي ـ نفسها ـ أخطر ما تواجهه الصحوة الإسلامية اليوم... لقد تمثلت الصحوة في عطش جماهيري حاد لتطبيق الإسلام على كل شؤون حياتها، وطرحه على الساحة العالمية مبدأ يهزم أمامه كل المبادئ المنحرفة، ويعمل على نفي كل البؤر الطاغوتية في الحياة والمسيرة... وما أن أحس الاستكبار بأنه لا يستطيع أن يواجه هذا السيل حتى خطط لاحتوائه أو امتصاص كل ذلك الشوق الجماهيري من خلال مسرحيات وعمليات وشعارات براقة تخلب الألباب، دون أن تحمل مضموناً خاصاً، وصرنا حينئذ نشهد على الساحة الإسلامية اتجاه الكثير من الأنظمة لطرح الإسلام، وإعلان الكثير من الحكام التدين المصطنع، وعقد الكثير من المؤتمرات الضخمة المترفة باسم الإسلام، بل وتشكيل المنظمات الدولية (الإسلامية)، وتفرعها الأخطبوطي، بما يشمل مختلف الجوانب، بحيث ينبهر المرء المسلم عندما يواجه هذا العمل الإسلامي الضخم، وراحت القرارات تصدر الواحد تلو الآخر، لتعبر عن الطموح الموحد، بل واُنشئت عدة تنظيمات وجمعيات كبرى، باسم العمل على حمل هم الإسلام إلى العالم. هكذا شهدنا تتابع الرجوع إلى الإسلام من قبل الأنظمة، حتى اُتخمنا بهذا الحديث. وظن الاستكبار أنه يستطيع من خلال ذلك خداع الجماهير المسلمة،