متلاحم، لا يتم عطاؤه إلا بالتركيب والتناغم والانسجام، وقد ابتلينا في إيران وغيرها بأناس جهلة، تصوروا أن الإسلام ينحصر في هذا المعنى، وانحرفوا إلى الحد الذي نبذو الإسلام نفسه، وانخرطوا في المسلك اليساري الإلحادي. كما أن من أعراضها على الصعيد الاجتهادي أن يفرط المرء في التجديد، حتى لينبذ الأسس القويمة التي أسسها القدماء من المفكرين المسلمين، وحتى ليتصور الإنسان أنه ينبغي أن ينفصل عن كل تراثه، بحجة الصحوة الجديدة. إلا أن الصحوة إذا امتلكت قيادتها الوعي، وأحست في شتى مجالاتها بالشمول الإسلامي والتفاعل الإنساني، كهدف إسلامي، لم تنحرف إلى مجالات التطرف. على أننا يجب أن لا نغفل أمراً آخر هو أن الكثير مما توصم به الصحوة الإسلامية اليوم من تطرف يعبّر عن لؤم، أو تقاعس، او تخطيط خبيث للقضاء عليها، أو استسلام لفهم جامد، أو لهوى حاكم فاسق، أو ما إلى ذلك من الأدواء التي يصاب بها بعض الناس. ثالثاً: الصحوة والتهم رأينا ان صحوة الأُمة الإسلامية أمر حذّر منه دهاقنة الكفر على مر العصور، بعد أن أدركوا أن الإسلام إذا انطلق من عقاله تحمله جماهيره الواعية فلن يبقى لنظمهم ومصالحهم وخططهم المستقبلية باقية، وقلنا إن الاستقامة على الصحوة هو الأمر الأصعب، بعد أن تنتشر الشبهات، ومن هنا فقد بدأت التهم الاستكبارية تنهال، وتتشكل بأشكال مختلفة، ورحنا نستمع إلى عبارات من قبيل: الفئة التقليدية، الفئة الرجعية، الفئة التي تخرق الأعراف الاجتماعية، الفرق الانتحارية، الإرهاب الإسلامي، وما إلى ذلك. وإذا كانت التهم قد استطاعت أن توقف مسيرة الإسلام العظيم الهادرة في