والتاريخ يواجه بصلابة كما حدث في قضية المرتد سلمان رشدي. وأما التشويه التطبيقي، وأعني به التشكيك في قدرة الثورة على تنفيذ القوانين الإسلامية فإن العالم يشهد هذا التحرُّك السريع نحو تطبيق كلّ القوانين الإسلامية على شتى مجالات الحياة دون هوادة. r التوحيد: الغزو الثقافي والهجمة الثقافية مصطلحان يستخدمهما الإسلاميون للدلالة على وجود صراع ثقافي بين الإسلام والغرب، بينما ينفي المتغرّبون في عالمنا الإسلامي وجود هذا الصراع ولا يرون ضرورة في استخدام هذين المصطلحين لأنهم يفسرون الوضع القائم بين الغرب والمسلمين: (تضايف الحضارات) ويرون أن الحضارة الإنسانية تتمثل دائماً بقطب معيّن في الأرض، وتسير البشرية تبعاً لـه. والمرحلة الحاضرة تعتبر دورة جديدة من التضايف الحضاري بين الغرب والمسلمين، فكما كانت أوروبا ضيفاً على حضارتنا، نحن اليوم ضيوف على حضارة الغرب. كيف تقوّمون هذا الادعاء؟ n هذا بالضبط ما أؤكد عليه، إن التضايف إنّما يمكن تصوره بين المساحات التي تتركها الأسس والمبادئ حرة ليتمَّ ملء فراغاتها في ضوء معطيات العلم ومقتضيات الزمان والمكان والتجارب الإنسانية الممتدة. وهذا ما نجد التشريع الإسلامي للحياة يخطط لها بدقة وبشكل يعبّر عن أروع مرونة متصوّرة ويضمن استيعاب مختلف التصورات. أما التضايف بين المبادئ المتنافرة أصلاً بل والمتضادّة والمتناقضة فهو بالضبط ما حاولت الجاهلية القديمة أن تمرّره على الدعوة الإسلامية، فواجهها القرآن الكريم بعبارته الخالدة: (لكُمْ دِينُكُمْ ولِيَ دِينِ). إنّ المرونة في هذا المجال تتحول إلى ميوعة وانقلاب رهيب. r التوحيد: ما هي استراتيجية الجمهورية الإسلامية لمواجهة الغزو الثقافي؟ n الاستراتيجية الوحيدة هي (صبغ الإعلام بالصبغة القرآنية) وأعني بذلك