للغرب) بقوة ومنها دراسة قام بها معهد (راند لأبحاث الرأي) في أميركا داعية لحذف الأصوليين والتقليديين المخالفين للقيم الغربية (نقلاً عن صحيفة الخليج الإماراتية العدد 9071). ومن هذا الهاجس الذي تعاظم في الثمانينات وأوائل التسعينات من القرن الماضي انطلقت فكرة الإستراتيجية الأمريكية الجديدة عام 97 بل من هذا الهاجس جاءت التصرفات الغربية الكبرى طوال القرون الأخيرة إن لم نمتد بها إلى مدىً ابعد، ومنه أيضاً جاءت العولمة التي تعني في الواقع غربنة العلاقات السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية أو أمركتها، وركوب موجة الاتجاه العالمي الطبيعي من الكثرة إلى الوحدة في مختلف المجالات. هذا الهاجس الذي تعبر عنه الكاتبة بالحسد أحياناً دفع الغرب لفرض واقع التخلف بشتى انواعه والتمزق والعلمنة على العالم الإسلامي. اما التخلف فحدّث عنه ولا حرج سواء أكان في المجال العلمي أو الاقتصادي أو العسكري أو الثقافي أو الاجتماعي. وواضح إن الغرب لم يسمح إلا بالنزر القليل من التقدم إبقاءً على ادعاءات التحضير الإنساني. ولا نريد هنا ان نقلل من تقصير المسلمين في هذا المجال، ولكن من غير المشكوك فيه ان السعي الغربي كان على اشده في مجال إبقاء التخلف وتعميق الفوارق بين المستوى الغربي ومستوى العالم الإسلامي بأساليب متنوعة. وربما نجد البعض من المنبهرين بالغرب يعتبر أن تقدم البلاد الإسلامية بدأ مع حملة نابليون (1789) متناسين ما جرّت علينا من اغتراب ومحوٍ للهوية التربوية والتعليمية والإعلامية وترويج للعلمانية وبالتالي احتلال الأرض الإسلامية التي لم