الزمانية والمكانية والخروج من الطرق المسدودة: من قبيل امتلاكه مراتب من الأحكام الاولية والاضطرارية والحكومية، ولكل منها خصائص ومجالات معينة كالمنطقة المفتوحة للحاكم الإسلامي ليملأها وفق ما تقتضيه المتغيرات. على أننا لا يمكننا ان نجعل السلوك الغربي المتوحش اصلاً وهدفاً عاماً ويعتبره فوكوياما (نهاية التطور التاريخي) ونطلب من الإسلام ان يكيّف نفسه دائماً معه تحقيقاً للتعايش تماماً كما يطلب من الفلسطينيين التنازل عن الارض والكرامة وحتى حق مقاومة الاحتلال لاحلال السلام والتعايش. وهذا منهج نشهده لدى الكتّاب الغربيين وأتباعهم لدينا، فأنت تشهدهم يجعلون الغرب معيار التقدم والحداثة ويبقى على العالم الإسلامي إذا اراد التطور أن يكيّف نفسه مع ذلك. فالمسلك الصحيح هو أن يقوم المخلصون لمستقبل الإنسانية بتقييم السلوك الأمثل اولاً، ثم يطلب ممن لايذعن له أن يمتثل للحق، وهذا منهج إنساني يقتضيه المنطق ويؤيده القرآن في مجالات الاصلاح. النقطة الثالثة إذا تتبعنا التحليلات والحلول والتصريحات الغربية الممتدة على خط الزمان وعلى مختلف المستويات نجد ان الهاجس الاكبر لدى الغرب هو هاجس تقديم الإسلام للبديل الحضاري المتميز ذي الطابع القيمي اللامنسجم مع القيم الغربية، والذي يحمل في ذاته عنصر البقاء والنمو المتواصل، والحفاظ على الذات، ومنع الآخر من الاستغلال. وبالتالي سقوط النموذج الغربي، وانهيار التفوق الحضاري للرجل المسيحي الاوربي الابيض. وهذا الهاجس ملاحظ في كلمات السياسيين كتشرشل، وديغول، وبرلسكوني وبوش وامثالهم وفي كلمات المؤرخين كتوينبي