فهذا كتاب إلى كسرى ملك الفرس يقول فيه(ص): (ادعوك بدعاية الله فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة لأنذر من كان حيّاً ويحقّ القول على الكافرين. أسلم تسلم. فإن أبيت فعليك لعنة المجوس) وهناك نصوص اخرى.([124]) وراحت الكتب تترى إلى عمّال كسرى. ([125]) وهذا كتاب إلى قيصر عظيم الروم جاء فيه (أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإنما عليك إثم الاريسيين، ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألاّ تعبدوا إلاّ الله ولا تشركوا به شيئاً ولايتخذ بعضنا بعضا أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنّا مسلمون).([126]) وكذلك توالت الكتب على عمّاله. واختلفت ردود الفعل، وكان رد الفعل المسيحي أكثر تعقـلاً من رد الفعل المشرك، ثم كانت المناوشات وانتهى الأمر كما نعلم إلى هزيمة الامبراطوريتين أمام هذا الكيان خلال فترة وجيزة من الزمان. وكان المد الإسلامي الأول سريعاً وكاسحاً أذهل الطرفين، فانهار أحدهما وانحسر الآخر إلى عمقه الاوروبي تاركاً الشــام ومصــر والمغرب بعد أن حكمها قرابة ألف عام تقريباً ومنذ غزو الاسكندر لها. وكان التقدم هذا مثار إعجاب المؤرخين الكبار من أمثال ثوراستروب وغوستاف لوبون وتوينبي وتوماس ارنولد. وكانت مقاومة الفرس والروم عنيفة([127]) ولكن الإسلام كان بعث في العرب