المعقولة) للشياطين الصغار التافهين، فراحوا يمتدحون جاهلاً لا يعقل ما ينطق، ولا يملك من مؤهلات الحكم والسيطرة إلا عمالته لسيده الأجنبي، وكم هناك من مؤتمرات حاول فيها بعض هؤلاء الأقزام أن يقرأوا ما كُتِب لهم بخطٍّ واضح وحروف كبيرة لكنهم كانوا يتعثرون حتى في نطقهم، في حين كان المؤتمر يَعتبر ما قالوا وثيقة مهمة من وثائق الفكر الإسلامي المعاصر!! ولا ننسى هنا أن نشير إلى أن للعمالة درجات، وأن الاثمان المقبوضة متفاوتة إلا أن بيع ذرة من الدين بالدنيا وما فيها يعتبر بلا ريب من أكبر العمليات الخاسرة. ولنتائج العمالة درجات، فمنها ما لا يتجاوز الإعراض عن ذكر ما يُغضب الحاكمين، والاقتصار على التوعية البعيدة عن تحريك أبناء الأُمة ضد الظلم. في حين نجد المظاهر الأخرى تصل إلى حد تسويغ ما يفعله هؤلاء الطغاة حتى ولو كان قد بلغ من الوضوح ما تبلغه الجريمة نفسها. ألا نرى بأم أعيننا من يمجّد بعض المدّعين لقيادة الأُمة وهو يرى بأم عينه ظلمه وفساده وكونه جسراً لعبور إسرائيل إلى العالم الإسلامي.. وما صورة النميري وأمثاله عنا ببعيدة. والعيّنة المرَضية الأخرى ـ على الصعيد الفكري ـ هذا التكرار الممض للكفر دونما إبداع وابتكار لا في مجال الموضوع ولا على صعيد الحلول، والاستنباط.. وأنه لمما يملأ القلب ألماً ألا نجد من يرفع الخطوة التالية لخطوة رفعها مفكر كبير هو المرحوم آية الله الشهيد الصدر (قدّس سرُّه) في مجال الفكر الاقتصادي وذلك بالرغم من مرور ربع قرن على هذه التجربة من جهة، والحاجة الماسة لمثل هذه الخطى الفكرية الكبرى. وأمامنا الساحة الفكرية فلنسر فيها، ولنبصر هذه المظاهر، ونعمل بالتالي على إدانتها بأيّ شكل كانت. أما نقطة الضعف الأخرى والتي تبدو للعيان فهي مسألة عدم التعامل مع الواقع، والابتعاد ـ إلا لماماً ـ عن المشاكل الواقعية للأمة لعوامل كثيرة، منها ما