سلف من عدم التعرض لما يغضب السلاطين، ومنها عدم الإحساس بألم الجماهير بعد تمام عملية التخدير، وغير ذلك. وإلا فكم هي الكتابات التي نشهدها من عملاء الغرب في منطقتنا وفي بقية أنحاء العالم؟ وهل من كتب عن الأرضية المناسبة لتطبيق الإسلام كله في إطار وحدة إسلامية شاملة تتناسى الحدود والمصالح الضيقة؟ وهل تتوفر الدراسات الكافية للمبادئ الكافرة التي تسود عالمنا الإسلامي كالقومية، والاتجاه البعثي العفلقي، والماركسية، والأفكار الرأسمالية وغير ذلك، مع أنها مشاكل يعاني منها جسم الأُمة وفكر شبابها الناهض؟ واستطراداً في هذا المجال نجد الفراغ الهائل في الدراسات الجامعية الإسلامية، فأين هي المناهج التي تشبع هذا النهم؟ وهل استطعنا العمل على تلبية هذا الشوق الجامعي المتطلع للإسلام وهو واقع قائم لا شك فيه، فماذا نحن في قباله فاعلون؟ وإذا أردنا أن نستمر في عرضنا لنقاط الضعف فإننا سنجد أمامنا مثلاً: ضعف العرض وقلة التجديد في ذلك، وإهمال مسألة الإثارة الحماسية القائمة على أساس الفكر الأصيل، وهي جانب قرآني أهملناه في بحوثنا.. وغير ذلك كثير. ونعود فنكرر ما قلناه آنفاً من أن هذه الآفات قد تكون غير عامة ولكنها – على أي حال – تمتلك مواقعها في وجودنا الفكري، الأمر الذي يتطلب نقداً ذاتياً موضوعياً يقوم به كل فرد، وكل مجموعة، مستهدفين القيام بالواجب الإلهي التاريخي، عاملين على المواكبة ـ على الأقل ـ لمسيرة تطلعات الأُمة، والتي تطوي المسافات الطويلة لتبلغ الهدف الكبير حيث يكون الدين كله لله ، وفي الأرض كل الأرض بعونه تعالى، والله على كل شيء قدير.