الأفق، أو ضيق التمويل، أو ضيق القدرة على التعبير، ضيق المصادر الفكرية والخبرية والسياسية، وإنّما يقوم على أساس تحسُّس فردي خاص بالدعوة وضرورتها ولزوم ابلاغ صوت الإسلام إلى العال.م ومثل هذا الإعلام مبتلى بنقاط ضعفه الكثيرة، ويظل يعبّر عن وجهة نظر ضيقة قد لا تتجاوز رأي الشخص المسؤول عنه تجاه القضايا العامة دون أي تخطيط أو تشاور أو تعبير صحيح عن شعور إسلامي عام. وهذا يؤدي ـ باحتمال كبير ـ إلى خطأ في تقدير الموقف نتيجة الجهل بعناصره المكونة مما يوقع الجماهير الإسلامية والمتعاطفة في حيرة من أمرها وتناقض في تصورها. وأعود فأؤكد أن مسألة الإعلام ليست مسألة شخصية أو موضعية ضيقة أو حكراً على فرد خاص. انها مسألة الأُمة والرسالة فيجب ان لا نستهين بها إلى هذا الحد. هذا في الإعلام الفردي، أما في الإعلام الرسمي فإن القلب يكاد ينزف له دماً تماماً كما ينزف عندما يتذكر أن بعض مقدرات هذه الأُمة ـ على الصعيد السياسي والاجتماعي ـ سُلمت لأُناس أقل ما يقال عنهم أنهم ليسوا بمستوى المسؤولية، أناس استمرأوا حياة الذل وراحوا يكرعون من آنية العدو الكافر، ويردون موارد الفكر المادي الهزيل، والتمدن المادي القاتل الجاف، ويتسكعون على الموائد الاستعمارية، ويسترضون أنيابها القاطعة ووحشيتها الكاسرة، وينضمون إما إلى معسكر شرقي أو معسكر غربي، وكلا المعسكرين مما أمرنا ديننا وشريعتنا ووجداننا وشرفنا وحتى مصلحتنا الحقيقية أن نبتعد عنهما، ونمشي على صراط مستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم لا صراط المغضوب عليهم ولا الضالين. فلا قيمة للرسالة لديهم إلا بمقدار ما تحقّق لهم من مصالح، ولا تقييم لرأي