ومن تحت أرجلهم)([120]). (وَلَو أن أهلَ القُرى آمنُوا واتّقوا لفَتَحنا عليهم بركاتٍ من السماءِ والأرضِ ولكنْ كذّبوا فأخذناهُم بما كانوا يكسبون)([121]). وعلى نفس هذا الغرار ورد الوعد الإلهي القرآني الرائع: (ونريدُ أن نمنَّ على الذين استضعِفوا في الأرض ونجعلهم أئمَّة ونجعلَهمُ الوارثين)([122]). إن إعلامنا يكاد ينسى كلّ هذا وينطلق ضعيفاً متخاذلاً أمام إعلام الاستكبار العالمي، وربّما وجد نفسه في النهاية في فخ الاستعمار، فراح يتابع عمله وكأنّ شيئاً لم يحدث، إما استسلاماً وإما انتهازاً وإما غير ذلك. والتقصير المسبق هذا يمكن أن يُنسب إلى شخص بعينه، كما يمكن أن ينسب لجهة بعينها، ولكن أكبر التقصيرات من هؤلاء الذين سلمتهم الظروف ـ وأربأ بالأمة أن تكون هي التي سلمتهم ـ مهمة الإعلام الإسلامي العالمي بشكل رسمي، كما يمكن أن يقال إن ذنب أولئك الذين كان من المفروض بهم أن يمدّوا الإعلام بالوعي لا يقل مطلقاً عن ذنب الفئات السابقة بل يربو عليه. وموارد الضعف الإعلامي ترجع في الغالب إلى عدم التخطيط الواعي والشامل، والاهمال، ويمكن أن نلخصها كالتالي: أولاً: الفردية وضيق الأُفق عند المستقلين والتبعية والعمالة ـ غالباً ـ عند المرتبطين بحكّامهم أو بالجهات المموّلة لهم. فإذا لاحظنا الإعلام الإسلامي القائم اليوم وجدناه إما نتيجة جهد فردي ضيق