الشعب إلا بمقدار ما يُمَكِّنُهُ من المطالبة بوجود المحاسب. ومن هنا نعرف حال الإعلام الإسلامي، إنه إعلام تابع ـ شعر أم لم يشعر ـ للمصالح الشخصية. ان مثل هذا الإعلام تنحصر وظيفته في تمرير عملية التخدير المطلوبة، وبث روح الجفاف والكسل في أبناء أمتنا، وتحويل أنظارهم عن مسيرة النهضة الإسلامية الصاعدة، وعرض الإسلام من وجهة نظر الجهة التي تحميه وتموّله، وتحليل القضايا العامة تحليلاً ينتسب للإسلام ظاهراً ويقوم واقعاً لتحقيق مصالح الجهة المصدرة له. إن مثل هذا الإعلام في الواقع يفقد تأثيره بعد وقت قصير لدى جماهير النهضة الإسلامية، لأنه سرعان ما يتكشف زيفه، ويتحول في نظر جماهير الأُمة إلى إعلام مكرر مزيف مخدر لا قيمة له، تستمع إليه الأُمة المغلوبة على أمرها مستهينة به. إن الأُمة ستنظر إليه على أساس كونه جزءاً من المخطط الاستعماري الكافر، وهذا بالضبط ما حدث لشعبنا الإيراني المسلم وهو يتابع الإعلام الذي انتسب إلى الإسلام في عهد الشاه المقبور. لقد كانت الكلمة هناك تفعل فعلها المعكوس في الشعب، ولقد كان مجرد التعامل معه جريمة لا تغتفر لدى شعبنا المغلوب آنذاك، في حين راح يعيش بكل وجوده مع الإعلام الإسلامي الذي ينطلق اليوم من أعماقه، ويحمل رسالة الإسلام الصافية إلى العالم. أما علاج هذه الحالة فهو ما أود التركيز عليه. ثانياً: التفكك المقيت بين أوجه الإعلام فكرياً وعملياً. فإعلامنا الإسلامي لا يساير مشاعر أُمتنا ولا يعيش مشاكلها، بل هو عن كلّ ذلك غريب غارق في مشاكل مخترعة من قبله، وكأنه يريد أن يصدق قول القائل (ما لله لله وما لقيصر لقيصر)! وإلا فمتى رأينا إعلامنا هذا ـ اللهم إلا القليل ـ