الخفية والظاهرة. إذا ركزنا على هذا الجانب، وأدركنا إلى جنبه أننا نمثل قسطاً من دور الأنبياء عبر التاريخ بإبلاغ رسالة الله للعالمين، ولاحظنا من جانب ثالث مدى ما أُعِدَّ لنا من جزاء ـ إما سلباً أو إيجاباً ـ نتيجة هذه المهمة الضخمة وخصوصاً إذا لاحظنا أن هذا الجزاء قد ينعكس لا على موقفنا يوم الحساب فحسب بل وحتى على موقفنا العالمي اليوم فقد يترتب على عملنا انقاذ أمة وقد يجرنا إلى تضييع امتنا وأنفسنا بالتالي ـ نعم ـ إذا لاحظنا هذه الجوانب فستتضح لنا موارد القصور في اعلامنا الإسلامي. ونوعية العقبات التي تقف في وجه تحقيق المهمة الإعلامية الكبرى. وهذا الضعف الاعلامي قد يكون ـ تارة ـ نتيجة تقصير مسبق، وأخرى لظروف خارجة عن إرادة المشرفين على الجانب الإعلامي والموجّهين لمسيرته. ونستطيع هنا أن نلخّص هذا الضعف أو نركّز منه على عنصر عدم مواكبته للمسيرة الإسلامية العالمية. وسنرى من خلال تبيين نقاط الضعف أن هذا الجانب هو الداء العضال لإعلامنا. إنه إعلامٌ متخلف، بطيء، نفعي، متخاذل، موضعي لا يهتم بالكل الإسلامي، ومادي. وأقصد من قولي إنه مادي: أنه يهمل صفته الإسلامية وارتباطه الرباني، وينسى أن المسلم يؤمن بوجود ترابط حتمي بين النتائج المادية والمقدمات المعنوية، كالترابط بين استغفار أمة وشيوع الرخاء المادي فيها، وظلم أمة أخرى، وانهزامها، وتدميرها المحتّم نتيجة إرادة الله وسنته. قال تعالى: (وأن لَو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقاً)([119]). (وَلَو أنّهم أقاموا التوراة والإنجيلَ وما أُنزل إليهم من ربِّهم لأكلوا من فوقهم