إلى الله، والله يسمع تحاوركما…)([107]). (وإذ يعدُكُم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودّون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين)([108]). وينبغي هنا أن نذكر بأننا نقصد بالواقعية هنا: ملاحظة الواقع والعمل على تطويره إلى المفروض، لا ما يبدو أحياناً من تفسيرات تتجه بالواقعية إلى عملية الاذعان للواقع، والتلوّن وفق متطلباته اذعاناً واستسلاماً له. والواقعية تتطلب أن تطرح الأساليب البديلة الصحيحة عند العمل لاصلاح ظاهرة منحرفة، وذلك نظير ما نلحظه في الآية الكريمة على لسان لوط عليه السلام: (… هؤلاء بناتي هن أطهر لكم…)([109]). وما نجده في تعبير الإمام علي ـ عليه السلام ـ حين يعمل على محو التعصّب القبلي المقيت، يطرح التعصب لمكارم الخلاق حين يقول: «وأما الأغنياء من مترفة الأمم، فتعصبوا لآثار مواقع النعم فقالوا: (نحن أكثر أموالاً وأولاداً وما نحن بمعذبين) فان كان لابد من العصبية فليكن تعصبكم لمكارم الخصال، ومحامد الأفعال، ومحاسن الأُمور التي تفاضلت فيها المُجَداء والنُّجَداء من بيوتات العرب، ويعاسيب القبائل…»([110]). سادساً: المنطقية في العرض والابتعاد عن السطحية: ان القرآن يربّي المسلم على التأمل والبرهنة والتعقل واستقراء الأدلة القوية ومن ثم اصدار الحكم. (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين)([111]).