موضوع عبرة، ومع كل حديث اعتبار، وكل شيء يعبّر عن مادة للدراسة وخدمة الهدف من خلالها: (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب…)([104]). ويكفي أن نتابع أية قصة قرآنية لنكتشف الهدفية التي تتجلى أروع تجل. رابعاً: التنسيق والانسجام بين كل الخطوات والجوانب وذلك انعكاساً للتنسيق القرآني فاذا الصورة المتشعبة تسودها روح واحدة. وهذه الخصيصة نتيجة للخصائص السابقة، وخصوصاً الهدفية، بعد افتراض وحدة الهدف وشموله كل جوانب التصور، وأي اختلال فيها يعني الانقلاب على الهدف. (كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون)([105]). في حين تتضاعف السرعة إلى الهدف عند التناسق (… إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه…)([106]). وإذا لاحظنا ضرورة هذه الخصيصة للتأثير المطلوب أدركنا سِرَّ ضياع الكثير من الأفكار الصحيحة المطروحة في إعلامنا ـ اليوم ـ لأنها تكذبها الأعمال والأطر المنافقة والمساومة، والأقوال الأخرى من صاحب الفكرة نفسه. خامساً: الواقعية والتفاعل المستمر مع الأحداث الاجتماعية، وعدم الغرق في تصورات طوبائية، وهذا من خصائص القرآن الكريم. انه بالرغم من كونه دستوراً عاماً لكل المسيرة البشرية، ينسجم مع ما يبدو من ظواهر ويعالجها على ضوء تلك التصورات العامة الأصلية: (قد سمعَ اللهُ قولَ التي تجادلك في زوجها وتشتكي