الانحراف، وهو ما تلخصه الآيات الكريمة التالية: (فأكثروا فيها الفساد فصبَّ عليهم ربك سوط عذاب)([101]). (استغفروا ربّكم إنّه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جناتٍ ويجعل لكم انهاراً)([102]). ويشمل ذلك كل النظرات الإسلامية في التاريخ والحياة والإنسان، ومن ذلك ما قلناه من الترابط بين أجزاء التركيبة الإنسانية. ثانياً: الموضوعية والاتصاف بروح التبعية للحقيقة ـ أياً كانت ـ وحتى لو خالفت مصلحة شخصية، أو استدعت التضحية الغالية. ويبالغ القرآن في تحقيق الروح الموضوعية، وعدم النظر إلى الواقع الموضوعي من خلال رؤية مسبقة إلى الحد الذي يدعو فيه الخصم إلى افتراض نقطة الصفر في الحوار، وعدم الإيمان بشيء والانطلاق منها إلى الحقيقة الموضوعية فيقول مخاطباً الكفار: (وإنّا أو ايّاكم لعلى هدى أو في ضلالٍ مبين)([103]). ثالثاً: الهدفية في كلّ خطوة، ذلك أن الهدفية لا تتنافى مطلقاً مع الموضوعية في التصور الإسلامي، لأن المؤمن مطمئن تمام الاطمئنان أن الحقيقة الموضوعية ـ مهما كانت ـ تشكل آية من آيات الله تعالى وهدى إليه سبحانه. وإذا انعكست الهدفيّة على حياة الداعية العامل، صرف النظر عن كلّ أنماط اللهو السخيف، والتضييع الوقتي فيما لا طائل تحته ـ وبالتالي لا تجد في نماذجنا الإعلامية ما يهدر هذا الوقت الثمين. اننا نلحظ الهدفية القرآنية في كلّ قصة، وفي كلّ مثل، وفي كلّ عبارة. ففي كل