العدة المطلوبة والأسلوب الأمثل أما العدة المطلوبة للإعلام الإسلامي العامل على النهوض والمقاومة فيمكن تلخيصها بما يلي: الأول: القدرة العلمية والثقافية إلى الحد المستوعب لكلّ جوانب الإسلام وأهدافه العامة. فليس من المعقول أن يطلب من الإعلام تحقيق الأهداف السالفة الذكر دون أن يكون مزوّداً بمثل هذه القدرة، ويمكننا أن نرد الكثير من نقاط الضعف الاعلامية إلى افتقادها، وتواجد السطحية في الفهم. الثاني: الاستيعاب اللازم للفهم الاجتماعي العام، ومعرفة التحرك العالمي السياسي والاجتماعي وأساليبهِ ومحاوره، وتوفر الخبراء الهادفين والمحققين بكل جدارة. الثالث: معرفة أساليب العرض، أو ما يمكن أن يُطلق عليه بفن الإعلام المناسب، وهو بالضبط ما كان قدماؤنا يطلقون عليه اسم: (معرفة حال المخاطب)، فيجب أن نَعْرِفَ من نخاطب، وكيف نخاطب، وأنى يتم ذلك، وهذا هو مضمون التحلّي بالحكمة في مجال الدعوة إلى الله. الرابع: الإيمان العميق الواعي بالإسلام وأهدافه الكبرى، وتأصُّل ذلك في نفوس الاعلاميين إلى الحد الذي يحملهم على التضحية بكل غالٍ ورخيص في سبيل بلوغ الهدف السامي. الخامس: التخلّص من كلّ تبعية، أو ضيق أفق، أو مصلحة شخصية، والتجرد من كل ذلك لصالح الحقيقة. والواقع اننا نعتقد أنه يكمن في هذه النقطة أحد أهم شروط النهضة الاعلامية، وإن اعلامنا الإسلامي اليوم مبتلى في الكثير من مقولاته بالتبعية للحكومات المتسلطة على شعوبها بالحديد والنارِ فهو لا يعدو أن يكون دمية تتحرك بإرادة