ترخص في قباله دماء الأنبياء والطاهرين، وجهود الصالحين عبر التاريخ. إلا أن هناك أهدافاً مرحلية (تنتهي إلى ذلك الهدف الكبير) يعمل الإعلام الإسلامي على الوصول إليها بشتى الوسائل الممكنة، فما هي؟ نستطيع أن نذكر أهم هذه الأهداف المرحلية في النقاط التالية: الأولى: ترشيد إنسانية الإنسان: ذلك أن للإنسانية خصائص ومعالم إذا رشدت ونميت ضمنت للإنسان مسيرة متوازنة. اما إذا تلاشت من على سطح الوجود الإنساني، فحينئذ يكون الفسق عن السبيل القويم، وحينئذ تكون المسيرة المكبة على وجهها، وعندئذ يتوقع الاجرام كله، وهذه المعالم باختصار هي: (التعقل السليم، والإرادة الحرة، والخلقية الفطرية، والدوافع المنضبطة)، وإذ لم نكن هنا بصدد عرض البرنامج الإسلامي، الواسع الأبعاد، لترشيد هذه الجوانب فإن من الطبيعي الإشارة إلى بعض مكوناته حينما نتحدث عن الأساليب الإعلاميّة. الثانية: التوعية بالإسلام عقيدة ومفاهيم وتشريعاً، باعتباره السبيل الوحيد للوصول إلى ذلك الهدف الكبير، وكلما تعمق وعي الأفراد بهذه الرسالة، وطروحاتها وخططها وحلولها للمشاكل الإنسانية، واتضحت معالم الفرق بينها وبين المبادئ الوضعية وبانت خصائصها الرئيسة، استطاع المجتمع المسلم أن يخطو على طريق الهدف الكبير خطى أسرع وأثبت في نفس الوقت. الثالثة: التوعية بكل ما يحيط بالأمة من أحداث وظواهر ومؤامرات وتفاعلات لها كلّها أثرها على تعيين المواقف المبدئية والمتحركة. الرابعة: إيجاد الأرضية الصالحة لتطبيق الإسلام، في كل الأرض الإسلامية، وبالتالي في شتى أنحاء العالم، ويشمل هذا الجانب أموراً نتحدث عنها في الأساليب التفصيلية. الخامسة: تحقيق معالم الفرد المسلم والأمة المسلمة.