الارتباط، والاكتفاء منهم ببعض الظواهر الكاذبة. ولهذا نجد جماهيرنا المسلمة تمجّ هذا الأسلوب، وترفض التعامل معه كإعلام إسلامي، ممّا أفقده تأثيره لا على صعيد المواجهة فحسب، بل وحتى على صعيد التأثير الجزئي، فلم يعد يحقق حتى ما يتوخى العملاء تحقيقه من تخدير وتغطية، وأمامنا تجارب حديثة جداً، حاول فيها أمثال هؤلاء التمويه وتشويه الإرادة الإسلامية من خلال إعلام واسع الأبعاد وعلى الصعيد العالمي، فكذّبته الجماهير المسلمة وأسقطته من فوق عروشه العاجية. الإعلام القرآني جوهر النهوض وإذا أردنا أن ننهض في مجال الإعلام المواجه والمربّي في آن واحد، فليس لنا من سبيل إلاّ سبيل القرآن والدعوة القرآنية، إننا مسلمون قبل كل شيء، لنا تصوراتنا ونماذجنا الخاصة بنا، والمستقاة من خالق الكون العليم بما يصلحه، والقرآن هو نموذجنا الأسمى في شتى المجالات، فهو: (الكتاب المسطور، والنور الساطع، والضياء اللامع) وهو: (ناطق لا يعيى لسانه، وبيت لا تُهدم أركانه، وعزّ لا تُهزم أعوانه) وهو: (كتاب الله، تبصرون به وتنطقون به، وتسمعون به) فعلينا أن نعطف الرأي على القرآن إذا عطفوا القرآن على الرأي، فهو: (البحر الذي لا يدرك قعره)([92]). إنه كتاب التوعية، والتوعية في الإسلام تسبق أية خطوة أخرى، الإسلام دين التوعية والتربية، وهو بمقتضى واقعيته وفطريته يقرر لزوم أن ينفذ المرء إلى عمقه، انه يعرض جوهرته الثمينة، لأنه يعلم أن قيمته ستنكشف بكل وضوح للجميع، ولذا فهو يرفض أي تقليد من العقيدة ويدعو للبحث والبرهنة: (قل هاتوا