برهانكم). وهو يرفض أية عملية إكراه عقائدي (لا اكراه في الدين)، كما يريد من الأُمة أن تكون من أولي الأيدي والأبصار، قوية ببصرها وبصيرتها. وفي مجال التعامل مع الآخرين يأمر الإسلام بالدعوة البيّنة الواضحة قبل كل شيء. يقول القرآن الكريم: (ادعُ إلى سبيل ربِّكَ بالحكمة والموعظةِ الحسنَةِ وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربَّكَ هو أعلمُ بمن ضلَّ عن سبيلِه وهو أعلَمُ بالمهتَدِين)([93]). (فلذلِكَ فادعُ واستقِم كما اُمِرت ولا تتّبع أهواءَهُم)([94]). (ومن أحسنُ قولاً ممَّن دعَا إلى الله وعَمِل صالِحاً وقال إنّني من المسلمين)([95]). (قل هذهِ سَبيلي أدعو إلى الله على بصيرةِ أنا ومن اتّبعني وسبحانَ اللهِ وما أَنَا من المُشركين)([96]). وفي هذا يقول آية الله السيّد الصدر في كتابه (اقتصادنا). (والأمر الآخر: أن يبدأ الدعاة الإسلاميون ـ قبل كلّ شيء ـ بالاعلان عن رسالتهم الإسلامية، وإيضاح معالمها الرئيسية، معزّزة بالحجج والبراهين، حتى إذا تمت للإسلام حجّته، ولم يبقَ للآخرين مجالٌ للنقاش المنطقي السليم، وظلوا بالرغم من ذلك مصرين على رفض النور، عند ذلك لا يوجد أمام الدعوة الإسلامية ـ بِصِفَتها دعوة عالمية تتبنى المصالح الحقيقية للإنسانية ـ إلا أن تشق طريقها بالقوى المادية، بالجهاد المسلّح) ([97]). وقد جاء في كتاب (الكافي) للمرحوم الكليني عن الصادق (عليه السلام) قوله: