المستمر، وكذلك فكرة التخويف من الحكومة الدينية، أو ما يسمونه بالاستبداد الديني، مذكّرين بما جرى في القرون الوسطى من الظلم الكنسي، وكيف وقفت الكنيسة إلى جانب الاقطاع المستبد، وان هذا لا ينسجم مع الدولة الديمقراطية الحديثة، وغير ذلك من الأفكار التي مهدت ـ كما قلنا ـ للعلمانية، فإذا بنا نجد الأرض الإسلامية تضج من وجود الحكم العلماني المغلف، دون أن يشعر أكثر الأفراد بمدى الجريمة التي ترتكب عبر ذلك. والأنكى والأمرّ من ذلك، إن بعض الناس من عملاء الغرب ووسائله الإعلامية المحلية العميلة راحت تدعو لإعادة النظر في الإسلام نفسه!! فهناك من يدّعي أن الإسلام قد استنفد أغراضه التاريخية. وهناك من يرفع نداءه طارحاً فكرة (البروتستانتية الإسلامية). وهناك من يطرح النظم الغربية أساساً يجب أن يحوَّر الإسلام نفسه بحيث ينسجم معها، فتجد شيوع تعبيرات: (الديمقراطية الإسلامية، والاشتراكية الإسلامية.. الخ). ولما لم يجد آذاناً صاغية راح بعض الأفراد يطرح الأفكار التلفيقية التي تأخذ من هذا ضغثاً ومن ذاك ضغثاً وتقدّمه على أساس أنه الإسلام المواكب لمسيرة التطور!! وهذا القسم الأخير هو أشدّ الأقسام خطورة على جيلنا الإسلامي الناشئ ونحن في إيران عانينا من كل الأفكار الماضية كثيراً، الا أن الاتجاه التلفيقي بشكله الغربي أو الشرقي كان يشكل العقبة الكأداء في عملية أسلمة الحياة الاجتماعية أسلمةً كاملة، لكن الثورة الإسلامية تخلصت من كل المنحرفين بعد أن تآمروا على كل المكاسب الإسلامية.