الجريمة، ودفع المجتمع نحو المخدرات واستغلال الإبداعات والأعمال الفنية لهذا الغرض. ومن تلك الفنون المستغَلَّة: الزخرفة والرسم والموسيقى، واستغلال النتاجات الأدبية كالقصة والشعر، وتربية الشعب على تقليد الغرب الخليع في مختلف الشؤون كاللباس والسكن والسلوك، وفسح المجال للجمعيات والعناصر المندسة من: الصهاينة والبهائية والماسونية، ورواد نوادي الروتاري والملحدين، ليساعدوا في إذكاء نار الفساد، وترويج الأفلام الخلاعية عبر أجهزة (الفيديو)، وإشاعة عملية المراسلة غير النزيهة بين الجنسين، وتشجيع عمليات المقامرة في المقاهي العامة الكبيرة منها والصغيرة، وفي المسابقات الرياضية، وسباق الخيل من قبل المتفرجين، وغير ذلك الكثير الكثير من الأساليب الرخيصة. ونؤكد هنا أن الكثير من هذه الوسائل الإعلامية اكتسبت ضعتها من أهدافها الوضيعة لا من طبيعتها كوسائل إعلاميّة مجرّدة. وبالتالي فعلى الصعيد العملي: كان هدفه المرحلي هو إبعاد النظام الإسلامي عن توجيه الحياة الإنسانية، وإحلال النظم الغربية المادية محله، بشكل كلي، أو في غالب الأحوال، وهنا أيضاً تنوّعت الأفكار التي مهّد بها لهذه العملية، فشملت: ـ فكرة فصل الدين عن السياسة، وقصر الحياة الدينية على الشؤون الشخصية والعبادية، وترك الشؤون الاجتماعية للفكر التنظيمي الغربي. ـ وترويج الاتجاه الليبرالي المتحرر من التقيّد بالتوجيهات الدينية. ـ وتحبيذ العلمانية في الحكم بكلّ صراحة، أو بشيء دستوري يذكر الإسلام كدين للدولة تمويهاً، في حين يحجر عليه أن يصوغ مجمل الحياة الاجتماعية إلا بما لا يتعارض مع المصالح الغربية والشخصية الضيّقة. وقد مهّدت لهذه الفكرة أفكار أخرى مخادعة من قبيل: فكرة تعقّد الحياة، ولزوم التطوير في كلّ مجالاتها، وعدم قدرة النظم الدينية على مواكبة هذا التطور، باعتبارها تؤمن بالمطلقات التشريعية، وهذه المطلقات لا تنسجم مع عملية التغيير