في النفوس تجاه الإسلام عقيدةً ونظاماً، وتجاه امكان تطبيق الإسلام، وهو دين المجتمع القبلي ـ كما يدعون ـ فكيف يمكن تطبيقه في مجتمع القرن العشرين؟! ولم تكن الشبهات عادية وإنّما هي تشمل الحقول الفلسفية والمنطقية، تماماً كما تشمل الجوانب العملية. وهذه الشبهات عندما تصب في روح الشباب الفارغ فإنها تعصف برؤيته ومفاهيمه، وإذا تم ذلك ضَمِن الاستكبار انحراف الإحساس فالعمل بلا ريب. وإذا تمهد السبيل للنفوذ الغريب جاء دور بث الفكر الالحادي المسموم لتحقيق المرحلة النهائية من العملية، ليصوغ الإنسان المسلم مبشراً للماركسية بقيمها الواطئة أو الرأسمالية بجشعها ولؤمها، وعلى أي حال؛ يغدو عدواً للأمة وعميلاً للأجانب الأعداء. وأما على الصعيد العاطفي: فإن خطته الخبيثة يمكن أن تتلخص بعمليتين: الأولى: عملية إضعاف الروح الأخوية الإسلامية؛ روح إحساس المسلم أينما كان بألم المسلم الآخر، وإحلال الروح المحلية، والقطرية، والقومية، وحتى الوطنية الضيقة وغيرها. أَمّا العملية الثانية فهي عملية توجيه العواطف والدوافع نحو المادية السلوكية، الأمر الذي يترك أثره على الجانبين العقائدي والعملي بكل قوة، فتتحول المادية العاطفية إلى مادية عقائدية. وقد استغل الاستكبار الغربي كل الوسائل لتحقيق هذا الهدف وما زال يستخدمها حتى يومنا هذا في أرضنا الإسلامية، ونذكر منها: النماذج الخلقية المنحطّة، والمجلات والصحف الخليعة، والإذاعة المسموعة والمرئية، والسينما والمسارح، ومحلات الدعارة وبيوتها، والملاهي والمراقص، والحفلات الماجنة، ومعسكرات الشباب ومنظماته، و(البلاجات) والمسابح المشتركة والرياضة وتعاطي الخمور، والتشجيع على استهلاك وسائل التجميل، والتشجيع على ارتكاب