وفي ضوء هاتين الحقيقتين، علينا أن نعالج ثقافتنا على كل الصُّعُد، ونلاحظ مدى النفوذ الغربي فيها. العدو يستهدف كل الجوانب ويبدو ان العدو ـ في حملته الثقافية ـ استهدف الجوانب الثلاثة بشكل عَرَضيّ وفي آن واحد، إدراكاً منه لهذا الترابط، وتحقيقاً لمهمته الرئيسة، وهي قتل الشخصية الإسلامية في وجود الفرد والأُمة، وبالتالي تحقيق الأرضية السهلة لعملية الاستغلال الكبرى. فعلى الصعيد التصوري: عمل الإعلام الغريب والأفضل أن نسميه بالإعلام الاستكباري العالمي ـ نظراً لطبيعته ودوافعه الحقيقية الكامنة في طغيان الحيوانية والمادية في وجوده ـ على التغريب الثقافي عن العقيدة والتصورات الأصيلة مستغلاً فترات الجهل، والاتجاهات القشرية الخالية من روح الإسلام، والمركزة على جوانب جزئية عابرة، مكبرة إياها، وجاعلة هذه الجوانب هي محور الصراع وتضارب الآراء، عاملة ـ بالتالي ـ على نسيان التصورات الإسلامية التغييرية الكبرى، وترك الميدان الاجتماعي لكل المبادئ المدعية للعدالة والإصلاح، وهي في الواقع ضد ذلك. ومن هنا رأينا اتجاه كثير من جيلنا الشاب نحو المبادئ التي احتلت زوراً موقع البطولة الثورية، والمطالبة بالقضاء على الظلم بعد أن أخْلَت هذه الآراء القشرية ذهنية جيلنا المسلم من المبادئ الإسلامية، والإسلام هو دين الصراع ضد التفرعن والفراعنة والطغاة، وهو دين الجهاد المتواصل ضدّ أي نمط من أنماط الظلم والاستبداد والاستغلال. ثم إن العدو، وتأكيداً لعملية التغريب الآنفة، راح يزرع الشبهات تلو الشبهات