الإنسان على العمل ـ كما نعتقد ـ فإن الإنسان يبقى يمتلك الحرية في أحرج الضغوط العاطفية. الترابط بين المساحات الثلاث وإذا قبلنا هذه الحقيقة فعلينا أن نؤمن بالكل الثقافي المترابط، وأن نعتبر أي انفصال بين الأجزاء آنفة الذكر عملية مؤقتة، وأي قول بالفصل الدائم بين المساحات مجازفة يكذّبها الوجدان والنصوص الشريفة. كما أن هذا الإيمان والقبول يفتح أمامنا باباً تربوياً وإعلامياً واسعاً، ننفذ من خلاله إلى المقصود أولاً، ونكتشف أيضاً ـ عبره ـ التآمر الإعلامي على الوجود الثقافي ثانياً. وإننا إذا تأمّلنا واقعنا الوجداني رأينا حقيقتين مهمتين: الأولى: هذا الترابط المحكم بين أبعاد الكل الثقافي الإنساني بما يمكن أن يرجع كل الإنسان إلى المحور الواحد المسيطر وهو النفس الإنسانية، فهي التي تتثقف في الواقع، وإن كانت المسارب أو المظاهر متفاوتة. الثانية: انه ونتيجة لهذا الترابط وهذه الوحدة الوجدانية فإن أي تنافر بين جزئين منها يعد أمراً طارئاً على التركيبة الطبيعية الإنسانية سرعان ما تتغلّب عليه لتحقيق الانسجام الكامل. ومن هنا نستطيع أن نفسر الكثير من النصوص القرآنية من قبيل: قوله تعالى: (أرأيت الذي يكذّب بالدين* فذلك الذي يَدُعُّ اليتيم)([89]). وقوله تعالى: (ثمَّ كانَ عاقبةَ الذين أساؤوا السّوأى أن كَذَّبــُوا بآيات الله)([90]). وقوله تعالى: (إليهِ يصعَدُ الكَلِمُ الطيب والعملُ الصالحُ يَرْفَعُه)([91]). … وغيرها من النصوص الشريفة.