وليس نتاجاً للمجتمع وإنّما يكون المجتمع لأنه أسهل وسيلة لمقاومة الطبيعية ولهذا استعبد الإنسان الآخرين. وعليه فإن قوى الإنتاج بنموها هيأت السبيل لأن يسير الإنسان وفق ميله الطبيعي وليست هي السبب الرئيس. الشيوعية والكسل: إن الماركسية تلتزم الصمت إزاء عامل آخر من الطبيعي أن يؤثر في القضاء على الشيوعية وهو ما أدت إليه من خمول الكثيرين والانصراف عن الإنتاج حتى كتب (لوسكيل) عن بعض القبائل الهندية يقول: «إنهم من الكسل بحيث لا يزرعون شيئاً بأنفسهم، بل يعتمدون كل الاعتماد على احتمال: إن غيرهم لن يرفض أن يقاسموه في إنتاجه ولما كان النشيط لا يتمتع من ثمار الأرض بأكثر مما يتمتع به الخامل، فإن إنتاجهم يقل عاماً بعد عام». ومع الطبيعي مع هذا أن يقوم الأفراد النشيطين باستعباد الكسالى ولكن الماركسية لا تشير لذلك لأنها لا تريد أن تعترف بالخمول الذي ينتج عن الشيوعية مما يبرهن على أنها لا تصلح للإنسان بتركيبه النفسي والعضوي الخاص الدائم في حياته، ومما يوضح ذلك المضاعفات المشابهة التي حدثت خلال محاولة الثورة الحديثة في روسيا لتطبيق الشيوعية تطبيقاً كاملا فإنها لم تكن نتيجة العقلية الرأسمالية الطبقية ـ كما يدعون ـ وإنّما كانت تعبيراً عن مشاعر الإنسان الذاتية التي خلقت معه قبل أن توجد الطبقية.