إلى أي بيت والأكل إن كان جائعاً، بل يدخل العجزة ويقاسمون أهل البيت طعامهم فالفرد يحصل على طعامه مهما تهرب من التزاماته في الإنتاج ودون أن يفقد غير هيبته([50]). وهذا يعني أن المجتمع يمتلك طعاماً إضافياً يأكل منه العاجز والضعيف فلماذا كانت المساواة هي الطريقة الممكنة في التوزيع، ولماذا لم تستغل هذه الوفرة الإنتاجية، فقوي الإنتاج تسمح بالاستغلال إلاّ أن الوعي العملي البدائية لم يكن بمستوى الدفع نحو الاستغلال على أنه لو بررنا التقسيم المتساوي بأنه كان أول الأمر لضآلة الإنتاج ثم صار عادة فهل هذا يفسر موقف المجتمع من الأفراد الكسالى الذين يتركون العمل باختيارهم؟ وإذا كانوا قد فرضوا المساواة لئلا تفقد الجماعة أحد أعضائها فلماذا حرصوا على إعالة الكسالى الذين لا يخسرون بفقدهم شيئاً. ما هو نقيض المجتمع الشيوعي؟ إنها ترى أن المجتمع الشيوعي وُلد هو يخفي تناقضاً في أحشائه بين العلاقات الشيوعية في الملكية وقوى الإنتاج حين تنمو فتعيقها العلاقات فإن نمو وسائل الإنتاج جعل في مقدور الفرد أن ينتج فوق ما يلزمه والاكتفاء بعمله في جزء محدود من الوقت لإعاشة نفسه دون أن يبذل كل طاقاته ولذا كان لابد أن توجد قوة جديدة في المجتمع تجبر الجميع على بذل كل طاقاتهم، ومن هنا لزم استبدال النظام الشيوعي البدائي بالنظام العبودي وقد بدأ النظام العبودي باستعباد أسرى القبيلة بدل قتلهم وذلك لأنهم ينتجون أكثر مما يأكلون وبعد هذا أخذ أثرياء القبيلة يستعبدون أعضاء قبيلتهم وانقسم المجتمع إلى سادة وعبيد مما ساعد الإنتاج على النمو. ونحن لو ركَّزنا النظر عرفنا أن نمو القوى المنتجة لم يكن يتطلب إلاّ مزيداً من العمل وكما يمكن تحقيق المزيد بالنظام العبودي يمكن تحقيقه بالعمل الكثير الحر والاتفاق على مضاعفة الجهود وتقسيم الناتج بالتساوي بل لنما الإنتاج كيفياً أيضاً لأن الحر يعمل برغبة ويحاول اكتساب الخبرة. فلماذا إذن اختار المجتمع النظام العبودي دون الاتفاق الحر؟ إن الجواب يكمن في الإنسان نفسه إذا نراه يميل للاقتصاد في العمل وسلوك أقل الطريقين إلى الهدف جهداً وهذا الميل ليس من نتاج وسائل الإنتاج بل من تركيبه الخاص ولذا ظل ثابتاً مدى السنين،