وهو أمر غريب بلاريب ويكذبه الواقع. النتــيجة; أولا: إن حالة الملكية ليست هي العامل الوحيد في تكون الطبقات ومن الطبيعي لذلك افتراض حصول الطبقية بشكل من الأشكال في المجتمع الاشتراكي الذي تلغى فيه الملكية الخاصة وبذلك يبطل برهان الماركسية على زوال الطبقية فيه بعد إلغاء الملكية الخاصة. ثانياً: انه ليس من المحتم أن يكون الصراع الاجتماعي دائماً نتيجة القيم الاقتصادية التي تقررها كيفية التوزيع في المجتمع. كل هذا بالنسبة للطبقية. وما هو موقف الماركسية من دور العوامل الطبيعية في التاريخ؟ أنها تناستها رغم انه قد يكون لها أكبر الأثر في بناء الافراد والمجتمعات مما لا يمكن إنكاره. ان التاريخ كان سيتغير حتماً لو لم يكن نابليون رجلا عسكرياً حديدياً. لم يكن لويس الخامس عشر مائعاً متأثراً بمحظياته الأمر الذي دفع فرنسا للاشتراك في حرب طاحنة، ولم يكن معاوية بن أبي سفيان متأثراً بنزعاته الجاهلية وعاطفته الأبوية مما دفعه لإعلان يزيد ولياً لعهده، ولو لم ينقذ جندي مقدوني حياة الاسكندر في اللحظة المناسبة فيقطع اليد التي أهوت عليه بالسيف من خلفه وهو في طريقه إلى فتح عسكري خطير كانت له آثار كبرى. وواضح أن الصلابة والميوعة والعاطفة ليست أموراً يكونها الوضع الاقتصادي وقد تقول الماركسية أن العمل الاقتصادي هو الذي هيأ الأوضاع الاجتماعية التي سمحت للملك لويس الخامس عشر مثلا أن يؤثر على التاريخ بميوعته. ولكننا نقول: صحيح انه لو لم يكن ملكاً لكان كمية مهملة ولكن لو كان يتمتع بشخصية صلبة لاختلف دوره التاريخي فمن الذي سلبه الإرادة القوية؟ أهو النظام الملكي أو العوامل الطبيعية التي ساهمت في تركيبه العضوي والنفسي؟ فللأفراد إذن أدوارهم الرئيسة ـ أحياناً ـ