اقتصادي معين. فهل هذا هو الواقع؟! ان هذه النتيجة إذا أمكن أن تنطبق على ظرف تاريخي خاص وهو ظرف تكون المجتمع الرأسمالي فإنها لا تنطبق في الظروف الأُخرى بل كان الوضع الاقتصادي غالباً يتكون نتيجة الوضع الطبقي. أمثلة على ذلك: فقد كان المجتمع الروماني يفصل بين طبقة الاشراف، ومجموع العامة بما فيهم طبقة رجال الأعمال الذين كانوا يملكون ما يملكه الاشراف من ثروات. ومع ذلك فقد كان هناك تفاوت كبير بين الطبقتين. وقد كانت طبقة (الساموراي) تأتي بعد أمراء الانقطاع في المجتمع الياباني، وتملك نفوذاً كبيراً لا لوضعها الاقتصادي بل لخبرتها بأساليب الفروسية. وقد تكونت الطبقة الإقطاعية في أوروبا الغربية نتيجة للفتح الجرماني وذلك من قبل القواد الفاتحين الذين تكونت ملكيتهم ـ كما يعترف انجلز ـ نتيجة امتيازاتهم العسكرية والسياسية. هذا; وإذا قالت الماركسية بأن هناك علاقة متبادلة بين العامل الاقتصادي وباقي العوامل فإنها تنسف ماديتها التاريخية لأنها تصبح كباقي النظريات المفسرة للتاريخ مع التأكيد على العامل الاقتصادي لا أكثر. والماركسية إذ تفشل في تعليل نشوء الطبقية تعليلا اقتصادياً تفشل في أعطاء الطبقية مفهوماً اقتصادياً كمعبر عن قيمة اقتصادية فتكون الجماعة التي تعيش على عملها طبقة والتي تعيش على استثمار وسائل الإنتاج طبقة أُخرى بلا إدخال أي اعتبار آخر. وطبق هذا التصور يجب أن نجعل كبار الأطباء والمهندسين ومدراء المؤسسات التجارية إلى جنب عمال المناجم لأنهم جميعاً يعيشون على الأجور ونفصل بينهم وبين مالكي وسائل الإنتاج مهما كانت هذا الوسائل ونتيجة الصراع المحتم ـ في نظرها ـ أن يقف صغار مالكي وسائل الإنتاج إلى جنب الطبقة المستثمرة من المالكين بينما يقف كبار المهندسين إلى صف الكادحين