الدرس الثالث عشر فشل الماركسية في تفسير الطبقية ودور العوامل الطبيعية والذوق الفني عرفنا سابقاً أن الماركسية ادعت أنها تستوعب التاريخ الإنساني بتفسيرها (المادي التاريخي) وعرفنا كيف فشلت في تفسير نشوء الأفكار الدينية والفلسفية والعلمية وتطورها فشلا ذريعاً وها نحن نلاحظ فشلا آخر في مجال تفسير نشوء الطبقات الاجتماعية وإغفال دور العوامل الطبيعية والذوق الفني. فهي ترى الطبقية ظاهرة اجتماعية معبرة عن القيم الاقتصادية التي تسود المجتمع مثل (الربح وكيفية الإنتاج) وأن أساس الطبقية يقوم على انقسام الناس إلى فئة تملك وسائل الإنتاج وأخرى لا تملكها. وإذا استطاعت الماركسية ببراعتها الكلامية أن تفسر الطبقية هكذا فإن الواقع التاريخي كذّبها إيما تكذيب، حيث رأينا أن الواقع التاريخي في أكثر الأحيان يبرهن على العكس; أي أن أوضاع الطبقات هي التي تحدد الأوضاع الاقتصادية لها. نتيجة ماركسية يكذبها الواقع: ان قوال الماركسية بقيام التركيب الطبقي على أساس اقتصادي ينتج بلا شك أن يكون النشاط في ميدان العمل هو الأسلوب الوحيد لكسب المقام الاجتماعي عن طريق تكوين وضع