«قد تكفّل لكم بالرزق، وأُمرتم بالعمل، فلا يكوننّ المضمون لكم طلبه أولى بكم من المفروض عليكم عملُه». 7 ـ تركيز الإحساس بآلام الآخرين وخصوصاً في مجال تحسيس الحكام بالتفكير الدائم بضُعفاء شعوبهم، فيقول: «وقد علمتم أنه لا ينبغي أن يكون الوالي على الفروج والدماء والمغانم والاحكام وإمامة المسلمين البخيل، فتكون في أموالهم نهمته، ولا الجاهل فيضلّهم بجهله». ويقول (عليه السلام): «فمن آتاه الله مالاً فليصل به القرابة، وليحسن منه الضيافة، وليفك به الأسير والعاني، وليعط منه الفقير والغارم، وليصبر نفسه على الحقوق والنوائب ابتغاء الثواب، فإن فوزاً بهذه الخصال شرَف مكارم الدنيا، ودرْك فضائل الآخرة ـ إن شاء الله ـ». 8 ـ إعطاء صورة عن المثل الأعلى وهي تتمثل تاريخياً بالأنبياء(عليهم السلام)وبه (عليه السلام)كقائد يمارس القيادة الفعلية في ذلك المجتمع على أساس نهج الأنبياء. يصفهم فيقول عنهم: (وكانوا قوماً مستضعفين، قد اختبَرَهُمُ الله بالمخمصةِ وابتلاهُم بالَمجهَدةِ، وامتحَنَهُم بالمخاوف، ومخضهم بالمكاره، فلا تعتبروا الرضي والسخط بالمال والوَلدِ جَهلا بمواقع الفتنة، والاختبار في موضع الغنى والاقتدار. فقد قال سبحانه وتعالى: (أيحسبون ان ما نُمِدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات؟ بل لا يشعرون) فان الله سبحانه يختبر عباده المستكبرين في أنفسهم بأوليائه المستضعفين في أعينهم). ويقدم بنفسه النموذج العملي الصادق حين يقول: «فو الله ما كنزت من دنياكم تبراً ولا ادخرت من غنائمها وَفراً، ولا أعددت لبالي ثوبي طمراً، ولا حزت من أرضها شبراً». وَأيمُ اللهِ ـ يميناً استثني فيها بمشيئة الله ـ لاروِّضَنَّ نفسي رياضةً تهش معها إلى القرص إذا قدرت عليه مطعوماً، وتقنع بالملح مأدوماً ولأدَعَنَّ مقلتي كعين ماء نضب معينها، مستفرغةً دُمُوعها، أتمتلئ السائمة من رعيها فتبرك؟ وتشبع الرَّبيضَةُ من عُشبها فتربض، ويأكل عليٌّ من