ويردف خلفه، ويكون الستر على باب بيته فتكون فيه التصاوير فيقول: «يا فلانه ـ لإحدى أزواجه ـ غيّبيه عنّي، فإنّي إذا نظرتُ إليه ذكرتُ الدنيا وزخارفَها». من كتاب له إلى زياد: «فدع الإسراف مقتصداً، واذكر في اليوم غداً، وأمسك من المال بقدر ضرورتك، وقدم الفضل ليوم حاجتك، أترجو أن يعطيك الله أجر المتواضعين وأنت عنده من المتكبّرين، وتطمع ـ وأنت متمرّغ في النعيم تمنعه الضعيف والأرملة ـ أن يوجب لك ثواب المتصدّقين؟ وإنّما المرء مجزي بما أسلف، وقادم على ما قدّم». 4 ـ التذكير الدائم بأن المال مادة الشهوات وأنه سبب لانحراف الإنسان إن لم يُبذل في سبيل الله. فقد أمر واليه «أن يكسر نفسه من الشهوات ويزعها عند الجمحات فإن النفس أمّارة بالسوء إلاّ ما رحم الله». وقال (عليه السلام) «المال مادة الشهوات». «ما جاع فقير إلاّ بما متّع به غني». 5 ـ تعميق مفهوم العمل في سبيل الله ونسيان الذات في هذا الصدد، وإذا تعمّق هذا المفهوم حلّت مشكلة التعارض بين المصالح الذاتية والمصالح الاجتماعية، وكان التمهيد الأروع لتحقيق القسط. ومن أروع النصوص تطبيقاً للتوحيد بين المصالح الذاتية والاجتماعية قوله: «فلا تحملنّ على ظهرك فوق طاقتك ـ فيكون ثقل ذلك وبالاً عليك، وإذا وجدت من أهل الفاقة من يحمل لك زادك إلى يوم القيامة فيوافيك به غداً حيث تحتاج إليه فاغتنمه وحمّله إيّاه، وأكثِر من تزويده وأنت قادر عليه، فلعلك تطلبه فلا تجده، واغتنم من استقرضك في حال غناك ليجعل قضاءه لك في يوم عسرتك، واعلم أن أمامك عقبة كؤوداً...». 6 ـ التأكيد على لزوم العمل وتحصيل الرزق وعدم الذلّة عند الحاجة. يقول (عليه السلام):