وفي مجال الإجابة نقول: ان التأمل في النتائج الضخمة التي تركتها هذه العملية في المجال النظري على الأقل وملاحظة الاستقبال الواسع لهذه الدراسة الرائعة والمبتكرة والرائدة حتى عادت الجامعات الإسلامية في شتى إنحاء العالم، والبيوت الاقتصادية المتخصصة، ومختلف التحقيقات الاقتصادية الإسلامية لا تستطيع ان تستغني عنها ـ وحتى تلك الجامعات المصبوغة بلون معين من التعصب ضد فقه أهل البيت(عليهم السلام)وفتاوى مجتهدي مدرستهم تعصباً يصل إلى حد التكفير والتنفير من كل ما يمت بصلة إليهم، راحت تدرس هذا الكتاب القيم، وتطرح مقولاته على مائدة البحث العلمي الرصين. وراحت الأمم تعمل على ترجمته إلى لغاتها لتنعم بالحصيلة الفكرية الضخمة التي حواها وتوصّل إليها. كما عمل المفكّرون الغربيون على التأمل فيها لاكتشاف المعالم العامة للإسلام الأصيل. كل ذلك يدعونا لاكتشاف نقاط الخلل في هذا الاشكال. والذي نتصوره ان هناك نتائج ضخمة يمكن الحصول عليها من خلال هذه العملية ويمكن أن نلخص أهمها فيما يلي: 1ـ امكان المقارنة بين الإسلام وسائر المذاهب الأُخرى لتحقيق الموضوع المطلوب: فان المقارنة بين المذاهب لا تتم من خلال التركيز على الخطوط التفصيلية النوعية ولا يبدو الفرق بوضوح إلاّ عندما تتم المقارنة بين الخطوط المذهبية العامة لكل منها، ذلك ان اجتهادات التطبيق قد تؤدي إلى اختلافات ظاهرية ويبقى الأصل المذهبي واحداً كما أشار إلى ذلك الإمام الشهيد نفسه عندما تحدث عن (العلاقة بين المذهب والقانون) وهذا مما يؤدي حتماً إلى غموض الحدود في التطبيق، وضياع الإفهام بل وقد يؤدي إلى نوع من التلفيق بين المذاهب المتعارضة الأمر الذي شهدناه تماماً لدى الكثير من المفكرين الذين طرحوا أفكاراً ودعوا إلى العمل بها، من قبيل فكرة (الإسلام الرأسمالي) و(الاشتراكية الإسلامية) حتى بلغ الأمر ببعضهم لتصور عدم التناقض بين (الإسلام) و(الشيوعية)!! ان هذا الخلط العجيب كان ثمرة الجهل بالمعالم الرئيسية