وقد اعتبرت هذه النقطة بالذات نقطة الضعف في عملية الاكتشاف كما نوضح ان شاء الله تعالى. 8ـ وقد تحدث الإمام الشهيد عن الأخطار التي تحف بعملية الاجتهاد وخصوصاً حول تلك الاحكام التي ترتبط بالجوانب الاجتماعية من حياة الإنسان (ولأجل هذا كان خطر الذاتية على عملية اكتشاف الاقتصاد الإسلامي أشد من خطرها على عملية الاجتهاد في احكام فردية)([6])وذكر من الأخطار الأمور التالية: أ ـ تبرير الواقع ب ـ تجريد الدليل الشرعي من ظروفه وشروطه جـ ـ اتخاذ موقف معين بصورة مسبقة تجاه النص([7]) 9ـ ويعد من اخطر مراحل هذا المنهج الموضوع الذي عالجه المرحوم الشهيد تحت عنوان (ضرورة الذاتية أحياناً) فهو يذكر ان الاجتهاد في اكتشاف الحكم التفصيلي يتمتع بصفة شرعية وطابع إسلامي مادام يمارس وظيفته، ويرسم الصورة ويحدد معالمها في إطار الكتاب والسنة ووفقاً للشروط العامة التي لا يجوز اجتيازها. ولكنه يمتد بعملية الاجتهاد هذه إلى مرحلة تكوين الفكرة العامة عن الاقتصاد الإسلامي (المذهب الإسلامي)، حيث تشكل الاحكام والمفاهيم المستنبطة اجتهادياً كلها ذخيرة بالنسبة للاقتصاد الإسلامي ويمكن لهذه الذخيرة ان تعطينا صوراً عديدة: كلها شرعية وكلها إسلامية ويمكننا ان نتخير في كل مجال أقوى العناصر، واقدرها على حل مشكلات الحياة وتحقيق الأهداف العليا للإسلام، فالمكتشف يمتلك مجال اختيار ذاتي بين المعطيات، فهو حر ولكن في نطاق الاجتهادات المختلفة. ويضيف إلى ذلك ان هذا المكتشف (والمؤلف هنا مكتشف) لا يتقيد بفتاوى مجتهد معين بل لا يتقيد هو بفتاواه لكي يصل إلى المطلوب. ولتبرير هذه الحرية يذكر ان هذا الأمر هو السبيل الوحيد في بعض الحالات لاكتشاف