1ـ العقيدة: وهي القاعدة المركزية التي تحدد نظرة المسلم الرئيسية إلى الكون بصورة عامة. 2ـ المفاهيم: التي تعكس وجهة نظر الإسلام في تفسير الأشياء على ضوء النظرة العامة التي تعطيها العقيدة. 3ـ العواطف والأحاسيس التي تبنّى الإسلام بثها وتنميتها وهي وليدة المفاهيم لأن المفهوم عن واقع معين يفجر في النفس شعوراً خاصاً تجاه ذلك الواقع فيتحدد الاتجاه العاطفي للمسلم على ضوء مفاهيمه كما تتحدد مفاهيمه على ضوء عقيدته نحو الكون والحياة. فاحترام التقوى والمتقين عاطفة إسلامية تنشأ من جعل التقوى مقياساً للكرامة والتفاضل بين الأفراد، وهذا المفهوم الإسلامي للتقوى وليد عقيدة التوحيد الإسلامية. وعندما يستكمل المجتمع الإسلامي تربته ثم صيغته العامة ويطبق المنهج الإسلامي الكامل للحياة عندئذ فقط نستطيع أن نترقب من الاقتصاد الإسلامي ضمانه للمجتمع أسباب السعادة، لأن عزل كل جزء من النهج الإسلامي عن بيئته وعن سائر الأجزاء معناه عزله عن شروطه التي يتاح له في ظلها تحقيق هدفه الأسمى وليس هذا نقصاً في المنهج نفسه. نماذج من التفاعل بين جانب الاقتصاد الإسلامي والجوانب الأُخرى للمنهج الإسلامي للحياة. 1ـ الارتباط الاقتصاد بالعقيدة: إن العقيدة تدفع المسلم إلى التكليف وفقاً للمذهب المنبثق عن تلك العقيدة. وبهذا تضفى العقيدة على المذهب الاقتصادي طابعاً إيمانياً وقيمة ذاتية بقطع النظر عن نوعية النتائج الموضوعية للمذهب عند التطبيق. وبهذا يندفع المسلم لتطبيقه بقوة إيماناً منه بصحة المذهب مادام منبثقاً عن عقيدة صحيحة ومبدأ معصوم من الخطأ والزلل. 2ـ ارتباط الاقتصاد الإسلامي بمفاهيم الإسلام عن الكون والحياة: فالإسلام يرى أن الملكية الخاصة (حق رعاية) يتضمن المسؤولية وليس سلطاناً مطلقاً (إذ الملكية الحقيقية لله وحده وهذه الملكية اعتبارية فله تعالى أن يحددها كما يشاء ولا يكون هذا التحديد سلباً لحق أصيل) والربح بالمنظار الإسلامي لهذه الحياة ـ التي تعتبر جسراً للمراحل الأُخرى ـ لا يدور مدار الربح المادي الخالص بل يشمل كثيراً من النشاطات التي تعتبر خسارة بمنظار غير إسلامي. وتأثير هذين المفهومين على مجرى الحياة الاقتصادية أمر لا يخفى على المتأمل.